لا أعتقد اننى أبالغ إذا قلت أن مصر تشهد فى سنواتها الحالية نهضة فى العمل الأهلى التطوعى، وتزايدا فى نشاط المجتمع المدنى، خاصة الجمعيات الخيرية، وهو ما يتبدى بالذات فى بناء ودعم اكثر من مستشفى لسرطانات الاطفال وغيرها.. ذلك اتجاه رائع ومحمود، ويحيي تقاليد عريقة فى مصر الحديثة لدور المجتمع المدنى فى بناء صروح طبية كبيرة ، والتى أعرف منها مستشفى المواساة بالإسكندرية، ومستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالعجوزة. فى نفس هذا الاتجاه، وإحياء لتلك التقاليد الرائعة، اتابع اليوم عن كثب الجهود لإنشاء مستشفى عملاق فى محافظة الشرقية (مركز ههيا، قرية الشبراوين). لقد وصلنى تعريف بالمشروع، واتصلت بالمسئول عنه، الزميل الصحفى محمد الجارحى لأعلم أن البداية جاءت مع تفجر ثورة 25 يناير، ونجاحها فى اسقاط مبارك، حيث فكر بعض شباب شبراوين فى ترجمة الثورة إلى واقع ملموس للأهالى، من خلال بناء وحدة صحية حديثة، غير ان وفاة ابن رضيع للزميل الجارحى دفعه لأن يكرس حياته لبناء مستشفى كبير حديث يهتم بشكل خاص بتوفير حضانات الأطفال وتقديم خدمة الرعاية المركزة. وعن طريق ما سمى «تاكسى الخير» ، واعتمادا على الدعوة للمشروع من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ، بلغت حصيلة التبرعات 7 ملايين جنيها تقريبا. والآن تم الانتهاء من بناء سبعة أدوار للمستشفى، غير أن إجمالى تكلفة المشروع التى كانت تقدر بـ 30 مليون جنيه، وصلت إلى 70 مليونا. وبدون دخول فى كثير من التفاصيل، ووفقما تواصلت مع المسئولين عن المشروع فإن أهم البنود الباقية تتعلق بالتشطيبات مثل السيراميك و الرخام و اجهزة التكييف ولوحات الكهرباء والمصاعد …إلخ فضلا عن الفرش الطبى وغير الطبى. إننى اضم صوتى لصوت تلك الكتيبة من العاملين بكل جدية لإنجاز مشروع مستشفى 25 يناير، وأدعو – فى هذا الشهر الكريم- كل من يستطيع أن يسهم بالتبرع ماديا أو عينيا، للتواصل مع فريق العمل فى بناء المستشفى . ولمعرفة كل التفاصيل يمكن الدخول على الموقع الإلكترونى للمشروع.